نزار قباني في ذكرى رحيله.. كيف تأثرت طفولته بقصة عشق أخته وموتها
[ad_1]
تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر العربي الكبير نزار قباني، الذي توفي في 30 أبريل 1998، بعدما صار الشاعر الأشهر في النصف الثاني في القرن العشرين، لكن ماذا عن طفولته؟
يقول كتاب “نزار قباني أمير الحرية وفارس العشق” للدكتور حسام الخطيب، تحت عنوان “لمحات من سيرة نزار قباني المبكرة”:
ولد نزار توفيق القباني يوم الانقلاب الربيعي 21 آذار من عام 1923 وهو الولد الثاني من أربعة صبيان وبنت، ترعرع في بيت دمشقي في حي يدعى مئذنة الشحم في مدينة دمشق، مع عصر حركة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي ،كان بيت أسرته مثل كل بيوت زعماء هذه الحركة من التجار والمهنيين، يمولون الحركة الوطنية ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم ويمتهنون صناعة الحرية إضافة إلى مهنهم الأصلية، وكان أبوه مثلهم يصنع الثورة، ومنه استقي نزار هذه الازدواجية وانتقلت إلى شخصيته وإلى شعره.
كان والده كادحاً، حسب رأي نزار بنوع العمل وبالزمن الذي يستغرقه وبالدخل الذي ينفقه على أسرته وعلى مشاركاته في مقاومة الفرنسيين، وقد استطاع أن يمول تعليم أولاده أحسن تعليم. لذلك رفض نزار فيما بعد أي اتهام بالبرجوازية وأبقى نفسه بمستوى كل الأسر الدمشقية المكافحة.
تركت الدار الدمشقية التي ولد فيها أثرا كبيرا على نشأة نزار من حيث تشكيلها وألوانها ورائحتها وأشجارها وأدراجها الرخامية اجتذبه هذا الجمال في الدوران حوله عن الخروج إلى الحارة كبقية الصبيان في سنه وبقي “بيتوتيا”، حسب تعبيره، إلى آخر حياته.
حمل نزار شهادة البكالوريا الأولى من الكلية العلمية الوطنية والثانية من مدرسة التجهيز الثانوية في دمشق مع انتهاء السنة التاسعة عشرة من عمره، وخلال هذه السنوات تعلم اللغة الفرنسية وأتقنها إتقاناً كاملاً، وفي الكلية العلمية تتلمذ نزار باللغة العربية على يد الأستاذ خليل مردم بك الذي أثر في ذائقة نزار الشعرية وفي زرع بذرة إبداعه، وقد ذكره نزار بأجمل العبارات في سيرته الذاتية.
في الثانية عشرة من عمره بدأ يلون الورق والقماش بكل الوسائل من الماء والفحم والزيت وفي الرابعة عشرة بدأ يخرج من عباءة الرسم ليدخل عباءة الموسيقى لأنه وجد أن الصوت أرحب وأغنى في التعبير، وجابهته مدرجات السولفيج بمعادلات رياضية روعته بحساباتها أكثر من صمت الألوان والأقمشة. هذان الفنان تركا أكبر الأثر بعد ذلك في كتابة الشعر. إذ مارس الكتابة برسم الكلمات وعزف إيقاعاتها ورئينها.
في الخامسة عشرة عاصر حادثة عشق أخته وفشلها في الارتباط بحبيبها ومن ثم انتحارها، وربما حمل لواء الحب فيما بعد ليعوضها الحب الذي حرمته، ولينتقم لها من المجتمع الذي رفضه، وأيضا لتشكل مفاتيح شعره الثلاثة برأيه الطفولة والثورة والجنون. في السادسة عشرة قفز أول بيت شعري من فمه وهو يطل من مقدمة السفينة المبحرة من بيروت إلى إيطاليا في رحلة مدرسية صيف 1939، وتتالت الأبيات ملونة كالأسماك التي أمامه لتشكل أول قصيدة له.
عاش سنوات الحرب وهو في المرحلة الثانوية ومن ثم الجامعية، وتخرج عام 1945 من جامعة دمشق حاملاً الليسانس في الحقوق، ومتفائلاً أنها ستفتح له أبواب عمله الدبلوماسي المستقبلي.
وقبلها بسنة واحدة نشر أول مجموعة شعرية له قالت لي السمراء، في أيلول / سبتمبر 1944، بثلاثمئة نسخة على حسابه نفدت من السوق في شهر، وكان القصيدة نهداك أثر كبير في إشعال شهرته لدى الجيل المتطلع إلى الحرية، وأوقدت نار النقد ضده لدى الأصوليين.
[ad_2]