إخوان الصفا.. لماذا كل هذا الغموض؟

[ad_1]


فرقة فلسفية من القرن الثالث الهجري والعاشر الميلادي، عرفت بمحاولتها لتوفيق العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية المعروفة، هم إخوان الصفا وخلان الوفا بالبصرة، كتبوا 50 مقالة وسموها “تحف إخوان الصفا” بالإضافة إلى كتاب آخر ألفه الحكيم المجريطي القرطبي المتوفى سنة 395 هـ وضعه على نمط تحفة إخوان الصفا وسماه “رسائل إخوان الصفا”، ورغم تأثيرهم المباشر إلا أنهم لم يتم الحديث عنهم كباقي الجماعات الأخرى، وتقل أثاراهم فترة بعد أخرى.


وحسب ما جاء في كتاب تاريخ فلاسفة الإسلام لـ محمد لطفي جمعة: كان للفلسفة في العصر العباسي شأن عظيم، فاشتغل بها أكثر الذين عنوا بعلوم القدماء، لا سيما الأطباء منهم، وكان الفلاسفة في هذا العصر متهمين بالإلحاد والتعطيل، وكان الانتساب إلى الفلسفة مرادفًا للانتساب إلى الكفر، وشاعت النقمة على الخليفة المأمون، لأنه كان السبب في نقل الفلسفة إلى اللغة العربية، حتى قال فيه ابن تيمية: “ما أظن الله يغفل عن المأمون، ولا بد أن يعاقبه على ما أدخله على هذه الأمة!”


وأشار الكتاب محمد لطفي جمعة في كتابه إلى أشهر أفراد جمعية أخوان الصفا حيث قال: فاضطر أصحاب الفلسفة إلى التستر، فألفوا الجمعيات السرية لهذا الغرض وأشهرها جمعية إخوان الصفا، تألفت في بغداد في أواسط القرن الرابع للهجرة، وقد ذكروا من أعضائها خمسة هم: ” أبو سليمان محمد بن معشر البستي ويعرف “بالمقدسي”، أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، أبو أحمد المهرجاني، العوفي، زيد بن رفاعة.


وأضاف الكاتب أنهم كانوا يجتمعون سرًّا ويتباحثون في الفلسفة على أنواعها حتى صار لهم فيها مذهب خاص هو خلاصة أبحاث فلاسفة الإسلام، بعد اطلاعهم على آراء اليونان والفرس والهند، وتعديلها على ما يقتضيه الإسلام.


وأساس مذهبهم “أن الشريعة الإسلامية تدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة؛ لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية، وأنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة المحمدية فقد حصل الكمال”.


وأضاف مؤلف الكتاب عن فلسفتهم: وقد دونوا فلسفتهم هذه في اثنتين وخمسين رسالة، سموها رسائل «إخوان الصفا»، وهي تمثل الفلسفة الإسلامية على ما كانت عليه في إبان نضجها، وتشمل النظر في مبادئ الموجودات وأصول الكائنات إلى نضد العالم فالهيولى والصورة وماهية الطبيعة والأرض والسماء ووجه الأرض وتغيراته، والكون والفساد والآثار العلوية والسماء والعالم وعلم النجوم وتكوين المعادن، وعلم النبات وأوصاف الحيوان ومسقط النطفة وكيفية رباط الناس بها، وتركيب الجسد والحاس والمحسوس والعقل والمعقول والصناعات العلمية والعملية، والعدد وخواصه والهندسة والموسيقى والمنطق وفروعه واختلاف الأخلاق وطبيعة العدد، وأن العالم إنسان كبير والإنسان عالم صغير (وهذه هي نظرية «هربرت سبنسر» في علم الاجتماع) والأكوار والأدوار وماهية العشق والبعث والنشور وأجناس الحركات والعلل والمعلولات والحدود والرسوم، وبالجملة فقد ضمنوها كل علم طبيعي أو رياضي أو فلسفي أو إلهي عقلي.


ويظهر من إمعان النظر في تلك الرسائل، أن أصحابها دونوها بعد البحث الدقيق والنظر الطويل، وفي جملة ذلك آراء لم يصل أهل هذا الزمان إلى أحسن منها، وفيها بحث مستفيض من قبيل نظرية النشوء والارتقاء.


وكان المعتزلة ومن جرى مجراهم يتناقلون هذه الرسائل ويتدارسونها ويحملونها معهم سرًّا إلى بلاد الإسلام، ولم تمض مائة سنة على كتابتها حتى دخلت بلاد الأندلس على يد أبي الحكم عمرو بن عبد الرحمن الكرماني القرطبي.


وأبو الحكم هذا عالم من أهل قرطبة رحل إلى المشرق للتبحر في العلم، على جاري عادة الأندلسيين، فلما عاد إلى بلاده حمل معه الرسائل المذكورة، وهو أول من أدخلها إلى الأندلس، فما لبثت أن انتشرت هناك حتى تناولها أصحاب العقول البحاثة وأخذوا في درسها وتدبرها.


وطبعت في (ليبزج) سنة 1883م وفي (بومباي) سنة 1886م، وفي مصر سنة 1889م. ونقلت إلى الهندستانية وطبعت في لندن سنة 1861م.


وتتلخص فلسفة إخوان الصفا في اثنتين وخمسين رسالة مقسومة على أربعة أقسام: أربع عشرة رسالة رياضية تعليمية – سبع عشرة رسالة جسمانية طبيعية – عشر رسائل نفسانية عقلية -إحدى عشرة رسالة ناموسية آلهية”.

[ad_2]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *