كيف تغنى الشعراء بلوحة الموناليزا؟ ذكرى رحيل ليوناردو دافنشي

[ad_1]


تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان التشكيلي الشهير ليوناردو دافنشي الذي توفي في 2 مايو 1519، وترك وراءه أعمالا عظيمة تأتي لوحة الموناليزا في مقدمتها، لكن كيف فتنت هذه اللوحة الشعراء، هذا ما حدثنا عنه كتاب “قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور” لـ عبد الغفار مكاوي، والذي يستعرض تحت عنوان “الموناليزا لليوناردو دافنشي” عددا من القصائد التي قيلت في القصيدة الشهيرة:


1 – إدوارد دودن   (١٨٤٣–١٩١٣م) 


وُلد الشاعر الأيرلندي في مدينة كورك، ومات في “دبلن”، درس اللاهوت، وأصبح أستاذًا للأدب الإنجليزي في كلية الثالوث المقدس في دبلن، وهو لم يتعدَّ الرابعة والعشرين من عمره، قام كذلك بالتدريس في جامعتَي أكسفورد وكامبريدج، ونشر بحوثًا ودراسات عن شكسبير وملتون وشيللي ومونتني، بجانب مجموعات شعرية عديدة.

ظهرت قصيدته هذه عن الموناليزا مع مختارات من الشعر الأيرلندي حرَّرها ونشرها الأستاذ ك. هوجلاند بعنوان: ألف عام من الشعر الأيرلندي، نيويورك، ١٩٦٢م، ص٥٣٨.


“موناليزا”

أيتها العرَّافة، عرفيني بنفسك

حتى لا أيأس من معرفتك كل اليأس،

وأظل أنتظر الساعات، وأُبدِّد روحي.

ما هي كلمة القدر التي تختبئ بين الشفتَين

اللتَين تبتسمان ومع ذلك تتمنعان؟

يا سرًّا متناهي الروعة!

أيها الكمال السماوي!

لا تحيري الوجدان أكثر ممَّا تفعلين؛

حتى لا أكره طغيانك الرقيق.

يداك المشبوكتان في اتزان جليل،

والشعر المتساقط على الجانبَين.

لا، لا. إني لأوذيك بكلمات غلاظ.

ابقَي صافية، منتصرة، ومستعصية!

ابتسمي كعادتك ولكن لا تتكلَّمي!

فالدعاية تختبئ دائمًا في ظل جفونك.

ثم تعالي وارتفعي فوق معرفتنا!

أيتها الهولى من إيطاليا،

أغوينا وحقري شأننا كما تشائين!


2 –  والتر هوراشيو باتر ( ١٨٣٩–١٨٩٤م )


وُلد الشاعر الإنجليزي في مدينة شادويل. كان أبوه طبيبًا، وتعلم في أكسفورد وتولى التدريس فيها، وقضى فيها معظم سنوات عمره. قام بأسفار عديدة إلى ألمانيا وإيطاليا، وجمعت أواصر الصداقة بينه وبين جماعة الشعراء ونُقاد الفن الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “إخوان ما قبل رافائيل” (وهي الجماعة التي أسَّسها الشاعر والرسام الإنجليزي دانتي جابرييل روسيتي سنة ١٨١٤م مع زميلَيه هولمان هنت وج. أ. ميليه، والتمسوا نماذجهم الجمالية لدى عباقرة الفن الإيطاليين قبل رافائيل، كما استوحَوا من رسومهم وأعمالهم الفنية كثيرًا من شعرهم).

كتب باتر في تاريخ الفن، ونشر دراسات عن ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وبوتيشيللي، كما نشر روايات وقصصًا قصيرة وقصائد شعرية.

ظهرت هذه القصيدة عن موناليزا مع مجموعة المختارات التي نشرها الشاعر الأيرلندي الكبير و. ب. ييتس تحت عنوان «كتاب أكسفورد للشعر الحديث»، أكسفورد، ١٩٥٢م، ص١ — لاحظ أن السطرَين الثامن والعاشر من القصيدة يشيران إلى لوحتَي ليوناردو عن ليدا والقديسة آنا.


موناليزا

هي أكبر عمرًا من الصخور التي تجلس بينها،

كالخفاش.

كانت قد ماتت مرات من قبل،

وتعلَّمت أسرار القبر،

وغاصت في البحار العميقة،

وما زالت تحتفظ بأيامها الضائعة،

وتاجرت في المنسوجات العجيبة مع تجار الشرق.

ومثل ليدا،

كانت أم هيلينا الطروادية،

ومثل القديسة آنا،

كانت أم مريم،

ولم يكن كل هذا في نظرها

إلا كأنغام القيثار والناي،

ولا يعيش

إلا في الرقة

التي صاغت بها الخطوط المتغيِّرة،

ولوَّنت الجفون واليدَين.


3- مايكل فيلد 


اسم مُسْتَعار لشاعرتَين خالة وابنة أختها وهما كاترين برادلي التي وُلدت سنة ١٨٤٨م في برمنجهام، وماتت سنة ١٩١٤م في ريتشموند، وأديث إيماكوبر التي وُلدت سنة ١٨٦٢م في كينل وورث بمقاطعة وركشير، وماتت سنة ١٩١٣م في ريتشمولد بمقاطعة ساري. تلازمت الشاعرتان في حياتهما وأسفارهما وكتاباتهما الأدبية، ونشرتا باسمهما المشترك مسرحيات ومجموعات شعرية. وتُعَد ترجماتهما للشاعرة الغنائية الإغريقية سافو، وقصائدها التي استوحتاها من الرسوم واللوحات الفنية ونشرتاها سنة ١٨٩٢م بعنوان «رؤية وأغنية» من أهم أعمالهما. تقول الشاعرتان في هذه المجموعة الأخيرة: إن الجهد المبذول لرؤية الأشياء من مركزها الخاص، عن طريق التخلُّص من التركيز المعتاد على المرئي كما ندركه في أنفسنا، عملية نتمكن بها من استبعاد صورنا الذاتية والحصول على انطباع أكثر وضوحًا وأقل سلبيةً وأكثر قربًا من النفس. وعندما يتم هذا الجهد بأمانة وإصرار، فلا بد أن يتبقى للقوة الحتمية للفردية دور تقوم به، ولا بد للمزاج الشخصي من أن يصوغ الانطباع المُنَقَّى. وقد نُشرت هذه القصيدة في الكتاب المذكور، ص٨ بعنوان: الجيوكوندا لليوناردو دافنشي.


الجيوكوندا لليوناردو دافنشي


العينان مائلتان، معبرتان، تاريخيتان،

بسمة على الخدَّين ناصعة كالقطيفة،

توجِّهها شفتان رزينتان إلى أعلى،

بل ترقد متوهجةً طرية،

يبدو الصبر في هدوئها المُفْعَم بالقسوة،

الذي ينتظر ولا يبحث عن الفريسة،

جبين كالغسق، وصدر

يتلامس فيهما الغروب والنضوج بحب وحنان،

وخلفهما صخور بلورية،

بحر وسموات متلاشية الزرقة،

تنعكس على السحاب والماء.

منظر طبيعي يبدو مرهقًا من شدة جوعه

لتلك التقلُّبات التي يستميت عليها الرجال.


 

[ad_2]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *