لوفيجارو: زيارة رئيس الصين إلى باريس تكشف المواجهات بين عالمين متعارضين
[ad_1]
أفادت صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية الأربعاء بأن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة إلى باريس كشفت المواجهات بين عالمين متعارضين في كل شيء.. متسائلة: “ماذا سيبقى من المناقشات بشأن أوكرانيا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني إن لم يكن الأوهام؟”.
وقالت الصحيفة، في مستهل تعليق لها على زيارة الرئيس الصيني الأخيرة لفرنسا: “خلف الوجه المتوتر للرئيس الفرنسي الذي لم يرفع رأسه في خطابه خلال المؤتمر الصحفي، وخلف الوجه المتوتر والمنغلق للرئيس الصيني لم تظهر الصداقة التى تحدث عنها المعنيون بل المواجهة بين عالمين متعارضين في كل شيء”.
ومن جهتها، قالت كاتبة المقال إيزابيل لاسير: إنه من الناحية الرسمية فإن باريس التي أرادت أن تستخدم بكين “أدوات الضغط” التي تمتلكها على الكرملين للتأثير عليه بشكل إيجابي ، أشادت بالالتزام الذي جدده الزعيم الصيني بعدم تصدير أسلحة لروسيا وفرض رقابة “صارمة للغاية” حول صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج والتى يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية.
ولكن الوعود ـ كما هو معروف ـ لا يلتزم بها إلا من يستمع اليها خاصة إذا كانت تأتى من شى بينج الذي اعتاد أن يتحدث عنها على الحريات الكبيرة.. والفرنسيون ـ المعروف عنهم وضوحهم ـ يعلمون أن السلطات الصينية قد وعدت بنفس الشيء العام الماضي وأنه يجب محاكمة الرئيس على “الحقائق” وأن “اللقاءات عالية المستوى ليست نهاية الأمر”.
واستطردت الكاتبة قائلة إنه بينما قدمت واشنطن تفاصيل عن العديد من الصفقات التى اتاحت لصناعة الدفاع الروسية لإعادة بناء نفسها سريعا وتعريض القوات الأوكرانية على الأرض لصعوبات كبيرة فإن باريس تجد في التقارب على القضايا الحقيقية أمرا مطمئنا أي ضرورة عدم مساندة المجهود الحربي الروسي الضخم بحسب مصدر دبلوماسي.
وفي مؤتمره الصحفي، أعاد إيمانويل ماكرون القول إن فرنسا ترفض “منطق التكتلات”، فهو منذ وصوله إلى الإليزيه يدافع عن “سياسة التوازن” و”طريق ثالث” لأوروبا بين الولايات المتحدة والصين.
ومن هنا، كان من المفيد التحدث إلى شى بينج بل وحتى محاولة التأثير على موقفه ولكن لا يجب أن تكون هذه فرصة لفرنسا لكى تعيد مع الصين الأخطاء التي ارتكبت مع روسيا نظرا لأن نظرية “تساوى المسافة ” ـ وهي إرث من “الديجولية ـ الميترانية” في إشارة إلى مذهب دبلوماسي وجيوسياسي دعمه الرئيسان السابقان شارل ديجول وفرانسوا ميتران ـ لا ينطبق على عالم اليوم الذى تهيمن عليه رؤية “البريكس” والتحالفات المتعددة.
وقالت لاسير، في مقالها في صحيفة “لوفيجارو”، إن إيمانويل ماكرون يرفض على ما يبدو نظرية “التكتلات” ولكن القوى الرجعية ـ التى تتزعمها موسكو وبكين ـ نظمت نفسها ككتلة لمكافحة العالم الغربى وقيمة السياسية والثقافية و”هيمنته”.. وقد بدا أن الرئيس الصيني ـ الذي يقوم بأول جولة خارجية له منذ وباء كورونا ـ قد أصبح أكثر تشددا وعداوة للحضارة الغربية.
وفي هذا العالم الجديد “المقلوب” الذى يتسم بالمعارضة للديمقراطيات الليبرالية الأوروبية وللولايات المتحدة، فإن النظام الصيني ـ الذي ينزلق نحو الشمولية ـ ليس لديه مصلحة في إنهاء الصراع أو هزيمة روسيا في مواجهة أوكرانية حيث إن “حياد” بكين حول هذا الموضوع يمثل سرابا لاتزال بعض المستشاريات الغربية تعتقد فيه .. بكين لم تدن مطلقا الغزو الروسى على أوكرانيا والتحالف غير الرسمى بين العملاقين الشيوعيين السابقين يتعزز على المستويين الاقتصادي والعسكري.
وأرجعت الكاتبة ما سبق إلى أن روسيا والصين تتشاركان نفس الأهداف: إزاحة الولايات المتحدة، تغيير القانون الدولي وإضعاف الديمقراطيات الغربية وتأجيج الانقسامات عبر الأطلنطي.. ففي مؤتمره الصحفي دعا الرئيس الصيني باريس إلى عدم “تلويث” بلاده بالملف الأوكراني وعدم “إشعال حرب باردة جديدة”.. كما التزم الغموض فيما يتعلق بمشاركة الصين في المؤتمر الدولي للسلام الذي تنظمه سويسرا الشهر القادم، مشيرا إلى أنه لن يكون ذات أهمية إلا إذا شارك الروس جنبا إلى جنب مع الأوكرانيين.
وقالت الكاتبة: إن محاولات الإغواء التي قام بها الرئيس الفرنسي لشي جين بينج ـ حيث اصطحبه إلى الأماكن التي قضى فيها العطلات خلال طفولته مع جدته في جبال البرانس العليا ـ لم تغير في برنامج نظيره الصيني قط … فبينج ليس عاطفيا .. ليس أكثر من دونالد ترامب الذى حاول ماكرون مداعبته للتأثير عليه أو الرئيس فلاديمير بوتين الذى اعتقد الرئيس الفرنسي أنه أغواه فى أغسطس 2019 في قلعة فورت بريجانسون.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن “العلاقة الخاصة” بين بكين وباريس تنتمي ـ باختصار ـ إلى برامج دبلوماسية عفا عليها الزمن، ولم تعد فرنسا وحدها قادرة على الموازنة بين ثقلها والصين ، إن أوروبا الموحدة الحازمة التي تتولى توازن القوى ستكون الفرصة الوحيدة للدفاع عن أوكرانيا ومصالح القارة.
[ad_2]