هبة مصطفى تكتب: أنا ملك

[ad_1]


عزيزى القارئ لا تتعجب.. نعم أنا ملك عندما أسمو فوق صغائر الحياة والبشر؛ عندما أصعد فوق البرج وأرى أوهام أشباح البشر تتسلق الحبال الرثة لتصل إلى مآربها الخبيثة وأيادى المصلحة تساندها ليس حبا فيها ولكن لتغطية المستور… فاعلم أنك ملك عندما تدرك أن مفهوم امتلاك الشخص لذاته هو حق تندمج فيه الأخلاق السامية مع السلام النفسى، وأن يكون هو المراقِب الحصرى لجسده وحياته وأفكاره، والتى تعد الملكية الذاتية له لتواجه الفلسفات المحيطة به، بصرف النظر عن كينونتها الاجتماعية والسياسية.


 


أنا ملك عندما أخبرت من حولى أن هناك تشريعا سماويا ودنيويا على الإنسانية التى تمثل العنصر الأساسى لحماية وطن؛ وكذا إتقان العمل من أجل ألا تكسر  شظايا الفساد والصراعات زجاج الوطن، وأنه بالملح نداوى ما دبَّ الفسادُ بِهِ، فكيف إذا دبَّ بالملح الفسادُ.


 


أنا ملك عندما رأى منى الجميع أننى لست خادمة لأى موقف ولا أسيرة لطموح لا يمت لى بصلة، أنا ملك عندما أتقنت أن الغلاء لا يقتصر على وطن فقط، وتعاملت معه واستقطعت الكثير من الاحتياجات السنوية الممكن التخلى عنها، أو على الأقل الحد من استخدامها، أنا ملك عندما أدركت أننا ضحية إرث إجبارى ينتشر بدرجات متفاوتة فى العالم، ومحل شكوى الدول الكبيرة والصغيرة الغنية والفقيرة على حد السواء، ورغم وجود الإرادة السياسية لمكافحة هذا الإرث من الفساد ومخلفات العصور السالفة، إلا أن مجموعة فاسدة تضيع الكثير والكثير، وهو ما  يؤرِّق القيادة السياسية، وبالرغم من الجهود المبذولة  للتصدى له لم نصل إلى  نتائج مرضية، فقد أصاب الفساد بعضاً من شاغلى الوظائف العامة المعيّنين أو المنتخبين وبعض أعضاء المنظمات والنقابات والقطاعات الاقتصادية، فى مؤسسات الدولة المختلفة، لما له من قوة فائقة الحدود لخرق القواعد المتبعة فى إدارة موارد الدولة، مدعوما بجهود من أصحاب المصلحة  فى كل مفاصل الدولة، وبصفه خاصة الجهاز الإدارى الذى ينجم عنه الفساد المالى نتيجة التركيز فى المجاملات، ومنهج الطاعة العمياء، والولاء لأولى الأمر على حساب الكفاءة الصامتة ومنحها الحق الفعلى طالما توافرت فيها المعطيات المطلوبة، لذا فإن الاستراتيجية للحد من الفساد تحتاج قوة دفع عالية تعمل على رفع تكاليف الفساد وإرثاء قواعد الأمانة لتفادى الآثار السلبية للإرهاب الاجتماعى، الذى يفتت نسيج الانتماء الوطنى للدولة.


 


ويجدر بِنَا أن ندعم القيادة السياسية وهى فى طريقها إلى التنفيذ الفعلى لتدابير مكافحة الفساد كأهم أولويتها فى المرحلة المقبلة فى مؤسسات الدولة والمجتمع ككل، ليس فقط أمام المسئول بل أمام كل فرد، ما يتيح اقتلاعه من الجذور بدلا من تقليم الفروع بلا جدوى، وتحمل الدولة إهدار لمجهودات بشرية ومادية فضلا عن تكاليف الوقت الضائع فى هذا التقليم.


 


وإن المهارة والخبرة المكتوبة وليست وليدة اللحظة أو المصلحة هى القوة التى تحكم السفينة وتقودها إلى بر الأمان.


 


كم أتمنى أن حذف الأنا وشريعة البهلوان الإدارى الذى يطفو على السطح، ونبدأ بالسباق الخالى من العقد والإنسانية والسلام النفسى وحذف الاستحقاقية وغيرها من دعائم تشييد الفساد الأخلاقى، لنعطى ونمنح ونصدر الطاقات ونستخرج كل ذرة خير فينا قبل الموت.


 


وفى النهاية عش ملكا فوق الطموح المزيف تسمو فوق الجميع ويعلو بك وطنك.


 

[ad_2]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *